الصين تدخل عالم الميتافيروس.. فماذا عن الرقابة؟
الصين تدخل عالم الميتافيروس.. فماذا عن الرقابة؟
يبدو أن دخول العملاق الصيني لميتافيروس لا يمكن أن يمر مرور الكرام، بعد أن وافقت لجنة صناعة الميتافيرس التابعة لاتحاد الاتصالات الهاتفية والمدعومة من الدولة لصناعة ميتافيرس على دخول 17 شركة جديدة على عالم الميتافيروس، حيث يرى المحللون أن النسخة الصينية من الميتافيرس ستخضع لسيطرة أكبر ورقابة من قبل السلطة.
ورغم أن جهود الصين تعتبر بعيدة تماما عن باقي الدول مثل الولايات المتحدة لكنها بدأت في الزيادة منذ العام الماضي وقدمت شركات، منها المجموعة الاقتصادية المعروفة “علي بابا” طلبات للحصول على أكثر من 10 آلاف علامة تجارية ترتبط بالميتا، كما يعتبر الميتافيرس بمثابة مستقبل الشبكات الاجتماعية، ولذلك يجب على جميع عمالقة التكنولوجيا بالعالم الاستثمار في هذا المستقبل.
لكن المعضلة الكبرى أننا نتحدث عن الصين، عملاق الرقابة الأول بالعالم، فكيف يمكن التعايش السلمي بين عالم الميتا والرقابة؟ هنا تأتي الإجابة من الصين نفسها والتي أعلنت عن اعتماد استراتيجية محددة في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة وهي امتلاك أكثر التقنيات العالمية حداثة وتطويرها ثم تحويل مسارها من أجل تحقيق أهداف عسكرية، أي أن التكنولوجيا التجارية المستخدمة بالعالم إلى قدرات عسكرية تصب في مصلحة الرقابة بالنهاية.
وترتبط فكرة الرقابة على الإنترنت بمقولة معروفة بالصين "إذا فتحت النافذة سعياً وراء الهواء المنعش، لا بد أن تتوقع دخول بعض الذباب".. وهذا هو المنطق الذي تتعامل به الحكومة الصينية مع الإنترنت، فسوف توافق على دخول عالم الميتافيروس لكن ستمنع دخول الذباب، عبر الحملات المنظمة وواسعة النطاق ضد الشركات وتشديد الرقابة، كما أنه من المؤكد أن الصين ستحدد مجموعة من القواعد المتعلقة بميتافيرس وستطبقها بدقة.
وعند الحديث عن الاستثمار التكنولوجي في الصين، يعترف المستثمرون أن الصين سوق ضخمة وواعدة ويمكن إيجاد مسارات وفرص متعددة في الميتا مثل الألعاب التفاعلية والتي لا تتقاطع بأي شكل مع السلطة أو مع الرقابة.
الميتافيرس الذي يعد عالما رقميا موازياً للعالم الحقيقي، ولكنه مرتبط بالإنترنت ومن المتوقع أن ينتج عن ذلك التحرر من القيود المادية عن طريق زيادة التفاعل البشري عبر التقنيات ثلاثية الأبعاد، ومن المعروف أن عمالقة التكنولوجيا في الصين مثل علي بابا، تينسنت، بايدو، قد بدأت بالفعل في الاستثمار في التقنية الحديثة أو تعمل كل شركة على تطوير منصة "ميتافيرس" خاصة بها.